22 يونيو، 2025

هل التكنولوجيا قتلت العلاقات؟ هكذا غيّر الذكاء الاصطناعي طريقة تواصلنا كبشر

فى زمن أصبح فيه الوصول إلى الآخر لا يحتاج أكثر من ضغطة على شاشة الهاتف، تبدو المفارقة أكبر مما نتخيل: لماذا نشعر بالوحدة رغم كل هذا الكم من وسائل التواصل؟

نعم، التكنولوجيا قرّبت المسافات، لكنها – في المقابل – خلقت نوعًا من البرود في التواصل.
أصبح "اللايك" بديلاً عن الكلمة، و"السين" بديلًا عن الرد، و"الإيموجي" بديلًا عن التعبير الصادق.

كمتخصص فى مجال تكنولوجيا المعلومات، لا أستطيع إنكار الفوائد الهائلة التى قدمتها لنا الأدوات الذكية، ولا الثورة التى أحدثها الذكاء الاصطناعى فى حياتنا اليومية.
لكن ما يُقلقني هو اعتماد البعض الكامل على هذه الوسائل، حتى فى أبسط مظاهر التفاعل الإنساني.

الآن أصبح من الطبيعى أن يتحدث الإنسان مع روبوت، أو يتلقى ردودًا مبرمجة دون أن يشعر بأن هناك طرفًا بشريًا على الجانب الآخر.
والمؤسف أن هذه الظاهرة لم تتوقف عند حدود العمل أو المساعدات التقنية، بل امتدت لتشمل العلاقات الاجتماعية نفسها.

هل فقدنا القدرة على الإنصات؟ هل أصبحنا نُفضل الردود الجاهزة لأننا لم نعد نملك وقتًا أو طاقة للمشاعر الحقيقية؟
أسئلة كثيرة تفرض نفسها، خصوصًا مع تزايد الاعتماد على تطبيقات تُحاكى المشاعر، وتُجيد "تقليد" التفاعل الإنسانى.

أنا لا أُهاجم التكنولوجيا، بل أُحذر من سوء استخدامها.
ففى نهاية الأمر، تظل كل تلك الأدوات مجرد وسائل. والمشكلة لا تكمن فيها، بل فينا نحن، حين نستبدل الحوار الحي بالرد الآلي، والمشاعر بالكود.

فلنحاول استعادة الإنسان داخلنا، قبل أن يصبح مجرد رقم على شاشة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق